الراعي الذهبي

إعداد التقارير

الراعي الماسي

 

دليل الباحث : إعداد التقارير

كيف تقدم عرضاً أو تقريراً (Presentation

       موضوع العرض التقديمي أو (presentation) هو موضوع يهم الطلاب والمعلمين والموظفين على حد سواء، ففي كثير من الأحيان يحتاج الطالب أو المدرس أو المهندس أو الموظف في عمله أن يقدم محاضرة أو شرح أو مشروع لشريحة معينة من الحضور، وهذا الأمر يحتاج لمهارة وخبرة لا تأتيان بسهولة. ونظراً لكثرة ما قام به كاتب المقال من محاضرات سواء في الجامعة أو العمل أو المؤتمرات العلمية فقد تشكلت لديه معرفة لا بأس بها بالموضوع  ننقلها لكم للإستفادة منها كما هى

أولاً : خطوات تقديم عرض ناجح

الخطوة الأولى : إستهدف الحضور :

وهذا الأمر يعني التفكير بنوعية الناس الذين ستخاطبهم أو تشرح لهم وهذا يؤثر على طريقة توصيل المعلومات فلنفترض مثلأ أن مهندساً مختصاً بالزلازل أراد أن يشرح عن تصميم المباني المقاومة للزلازل لطلاب الهندسة فهذا يعني أن المهندس سيدخل في تفاصيل التصميم والمعادلات وعزم القصور الذاتي والإتزان المحوري والكثير من التفاصيل التقنية التي لا يفهمها سوى المهندس المختص ، أما لو كان المهندس سيتحدث عن نفس الموضوع في محاضرة عامة للناس فمن غير المعقول أن يتحدث عن تلك التفاصيل وإنما سيتحدث عن شكل المباني المقاومة للزلازل بشكل يفهمه معظم أو غالبية الحضور – إن لم يكن كلهم.

تذكر دوماً أن الهدف هو توصيل المعلومات للحضور بشكل يفهمونه وليس الهدف إبراز مهاراتك العلمية وترك الحضور يتخبطون دون أن يفقهوا شيئاً.

أتذكر بهذا الخصوص أني دعٌيت يوماً لإلقاء محاضرة في موضوع علمي ولأني لم أكن أعرف مستوى الحضور من ناحية علمية فقد كانت محاضرتي مليئة بالمعادلات الرياضية التي لم يفهمها معظم الحضور، وفي المرة الثانية دعيت لإلقاء محاضرة علمية لنفس الحضور فكانت محاضرتي خالية تماماً من المعادلات وأوصلت المعلومات بطريقة جعلت أقلهم علماً يفهم ما أردت إيصاله.

الخطوة الثانية : الخلاصة

قبل أن تبدأ بتحضير العرض التقديمي وبعد أن تكون قد عرفت المستوى العلمي للحضور تبدأ بالتفكير من النهاية بمعني أن تسأل نفسك هذا السؤال: ما هي الفكرة أو الخلاصة التي تريد الحضور أن يخرجوا بها بعد انتهاء محاضرتك؟  وعندما تجيب على هذا السؤال تبدأ بترتيب الأفكار وتحضيرها بالشكل الذي يوصل تلك الفكرة بما يتناسب مع مستوى الحضور العلمي

الخطوة الثالثة : حساب الوقت

في معظم الأحيان يكون زمن المحاضرة محدداً ولا يمكن تجاوزه مثل المؤتمرات العلمية أو محاضرات الجامعة ، وبالتالي يجب تحديد الشرائح وحساب الوقت اللازم لكل شريحة وعند اللزوم اختصار أو إضافة بعض الشرائح بحيث يتم التقيد بالوقت دون زيادة أو نقصان. لأن ذلك يؤثر تأثيراً سلبياً على المحاضر. مثلاُ في امتحان الدكتوراة يتم منح الطالب مدة معينة (عادة نصف ساعة) لعرض الأطروحة وإن تخطى الوقت المسموح له يتم إيقافه وبالتالي ينتهي الوقت بينما لا يستطيع عرض ما أراد.

أما في المؤتمرات العلمية فيكون الوقت عادة ربع ساعة لا يسمح بتجاوزها وقد رأيت البعض يقع في ورطة الوقت وتمر 14 دقيقة وهو لازال بحاجة لعرض مجموعة كبيرة من الشرائح وبالتالي يقوم بعرض بقية الشرائح بشكل سريع جداً ولا يتمكن من الشرح وذلك حتى لا يتجاوز الوقت.

القاهدة الذهبية لعدم الوقوع في مثل تلك المشاكل هي الممارسة

وبالتالي يجب ممارسة العرض أي عمل بروفة قبل العرض بيوم على الأقل أمام الزملاء أو الأصدقاء فهذا يفيد جداً من ناحية تلافي أية أخطاء قد لا تنتبه إليها وينبهك إليها الزملاء ولممارسة عملية التحكم في الوقت فإن وجدت أنك تجاوزت الوقت تبحث عن أشياء يمكن اختصارها أو الإستغناء عنها أو تقليل الشرح فيها وإن وجدت أنك أنهيت قبل الوقت تضيف أشياء جديدة أو تتحدث أكثر عن بعض الأمور.

إن لم تجد زملاء أو أصدقاء تقوم بعمل بروفة لهم فقم بعمل ذلك أمام زوجتك/زوجك أو أولادك فهذا يفيد من ناحية التحكم في الوقت وإن كنت وحيداً أو مسافراً مثلاً لمؤتمر علمي فقم بعمل ذلك بينك وبين نفسك في غرفتك في الفندق وهذا مفيد جداً لناحية حساب الوقت.

ثانياً : أخطاء شائعة في العروض

هناك الكثير من الأخطاء الشائعة سواء في تحضير العرض التقديمي أو في طريقة العرض سأستعرضها لكم تباعاً إن شاء الله

1-  حجم الخط

حاول دوماً أن يكون الخط متناسقاً ولا يقل حجم الخط عن 24 إن كنت تستخدم البوربوينت لأن أقل من ذلك لن يكون مقروءأً والمشكلة تتكرر في حالة الرسومات والكتابة التوضيحية عليها حيث يكون الخط صغيراً جداً وبالتالي لا يستطيع حتى من يجلس في الصف الأول من الحضور قرائتها. بالتالي يجب إعادة تحضير الرسومات والكتابات التوضيحية بشكل تكون مقروءة وواضحة للجميع

2-  تباين الألوان

التباين (contrast) مهم جداً لأنه إن كان سيئاً يجعل العرض غير مرئي وبالتالي يجب أن يكون هناك تباين بين لون الخلفية ولون الخط ويفضل أن تكون الألوان هادئة وليست صارخة أو مثيرة للأعصاب. فإن كانت الخلفية لونها داكن يجب أن يكون الخط لونه فاتح والعكس صحيح. مثال على ذلك:

الخلفية هنا لونها ابيض:

هل تستطيع قراءة هذا الخط بسهولة؟

لا شك أن هذا السطر أوضح مما سقبه

3- الحركة  (animation)

حاول دوماً أن تتجنب الحركة الكثيرة في العرض التقديمي وذلك لعدة أسباب أهمها أن كثرة الحركة تشتت انتباه الحضور فبدلاً من التركيز على المحتوى فإنهم يركزون على الحركات وبالتالي تفقد الرسالة التي تريد توصيلها والسبب الآخر أن كثرة الحركة تفقد الموضوع رونقه وزخمه العلمي وتعطي انطباعاً غير جيد عن مقدم العرض أن كان العرض لمناقشة رسالة ماجستير أو دكتوراة.

وأتذكر مثال سيء على الحركة أو الأنيميشن في أحد المؤتمرات العلمية قام أحدهم بعرض ثلاث رسومات علمية متحركة في شريحة واحدة وبالتالي لم يستطع أحد التركيز على أي منها.

كقاعدة ذهبية: تجنب الحركة (الأنيمشن) ما أمكن

4- قراءة ما هو مكتوب في الشرائح

من الأخطاء الشائعة أيضاً قراءة ما هو مكتوب في الشرائح. ولذا عليك فقط كتابة رؤوس أقلام في الشرائح فقط لتذكيرك بما تريد الحديث عنه، وحاول ألا تكون جامداً أو متحجراً أثناء الإلقاء بل انظر تجاه الحضور وتفاعل معهم بالحركة والإيماءات وغير ذلك ولا تقرأ أبداً مما هو مكتوب في الشرائح

يقولون أن الصورة تعادل ألف كلمة ولذلك من المفضل إثراء العرض التقديمي بالصور ما أمكن وتقليل المعادلات ما أمكن وذلك لأن الصور توضح أكثر من الكلمات وتخفف من جفاف الموضوع إن كان صعباً وتعطي تشويقاً ومتعة للحضور أكثر من النصوص والمعادلات الصعبة. طبعاً هذا لا يعني الغلو أو التكلف في عرض الصور بما يضر بالموضوع

ثالثاً : العروض

كما قلت سابقاً ليس من المستحسن أبداً أن يبقى الشخص جامداً أثناء إلقاء المحاضرة، فقد رأيت بعض الناس يقف خلف الكمبيوتر لا يتحرك أبداً ويقرأ ما هو مكتوب أمامه دون رفع بصره تجاه الحضور، وهذا يؤدي لإنطباع سيء بشكل عام كما يؤدي للملل لدى الحضور ، وبالتالي يفضل أن يتحرك الشخص وينظر تجاه الكل ولا يركز بصره بنفس المكان أو ينظر للسقف كما يفعل البعض.

لا شك أن الشخص الغير متمرس أو معتاد على إلقاء المحاضرات ستكون أول مرة صعبة بالنسبة له وسيفكر ألف مرة كيف سيظهر أمام الحضور سواء كانوا زملاء أو طلاب أو ممتحنين ، وسيتوجس خيفة من الأمر ونصيحتي بهذا الخصوص هو الممارسة وخصوصاً للناس الخجولين فالأمر لا يحتاج سوى لمزيد من الممارسة. يمكنك القيام بذلك بالتمرين بأن تلقي محاضرة مثلاُ أمام أصدقائك أو أفراد أسرتك، وتعيد هذا الأمر أمام بعض زملائك في العمل وتأكد أن أدائك سوف يتحسن في كل مرة.

لا تخاطب نفسك :

البعض يقف ليتحدث بصوت منخفض لا يكاد يسمعه أحد ، وهذا نابع إما من الخوف والرهبة أو عدم التدريب ، وفي معظم الأحيان لا يتوفر ميكروفون (سوى في القاعات الكبيرة) ولذا أقول: لا تخاطب نفسك بل الحضور ويجب أن يكون صوتك مسموعاً لدى الجميع

تحضير العرض :

الخطوة الأولى في تحضير العرض هي ترتيب الأفكار والتركيز على الفكرة النهائية أو الخلاصة التي تريد إيصالها للحضور ، ثم التركيز على كيفية إيصال تلك الخلاصة بشكل يفهمه الحضور بما يتلائم مع مستواهم العلمي.

وإن أردنا تقسيم العرض بشكل عام فهو يتكون من ثلاثة أجزاء: المقدمة وصلب الموضوع والخاتمة

المقدمة تطرح فكرة الموضوع والهدف منه والطريقة المتبعة لتحليله، والصلب يركز على لب الموضوع والذي هو أساس المحاضرة أما الخلاصة فتشمل النتائج والتوصيات أو المشاكل المكتشفة والأعمال المستقبلية ذات العلاقة.

المقدمة :

تتكون المقدمة عادة من 3 إلى 4 شرائح تحتوي على المعلومات التالية:

1- المحتويات: مثل فهرس لكل ما يحتويه العرض ويكون بشكل رؤوس أقلام

2- الأهداف: وذلك لعرض الهدف من هذا الموضوع أو البحث الذي تريد الحديث عنه

3- الأعمال السابقة وسبب القيام بهذا البحث: في بعض الأحيان يستلزم الأمر ذكر السبب وراء هذا البحث Motivations وبيان الفرق بين هذا العمل وأعمال سابقة مشابهة

الموضوع:

يتكون الموضوع من عدة فقرات وهي الطريقة (methodology) وصلب الموضوع والذي يحتوي على شرح للأفكار وطريقة العمل وعرض النتائج

الخاتمة :

تحتوي الخاتمة عادة على عدة نقاط أهمها:

الملخص

الاستنتاجات

– التوصيات

– أي عمل مستقبلي

ويفضل ألا تكون التوصيات طويلة وإنما تحتوي على عدة نقاط (أربع أو خمس نقاط فقط) وتكون مدعمة بما سبقها من صلب الموضوع.

من الأخطاء الشائعة وضع قائمة طويلة في التوصيات (recommendation)  حيث تكون ضعيفة ومكررة، ولذا يفضل التركيز على 4-5 نقاط كما ذكرت

ملاحظة عامة:

يفضل بالطبع أن تكون لغة المتحدث قوية، ولا أعني هنا اللغة العامة ولكن اللغة العلمية أيضاً لأن قوة اللغة تعطي قوة للموضوع والعكس صحيح. فإن كان المتحدث قوي من ناحية علمية ومتمكن من الموضوع ولكن لغته ضعيفة فإن المحصلة سيئة . لذا إن كنت تعطي المحاضرة بلغة غير العربية فيفضل أن تكون متمكناً تماماً من ناحية لغوية.

المصدر

الراعي الفضي
الراعي البرونزي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى