الراعي الذهبي

كتابة و مناقشة خطة البحث

الراعي الماسي

دليل الباحث : كتابة و مناقشة خطة البحث

كتابة مقترح/خطة البحث (Research Proposal)

    خطة أو مقترح البحث (Research Proposal) هي خطة مسبقة لاقناع الجهة التي يرغب الطالب بالتقديم عليها سواء كانت جامعة يسعى للدارسة بها، أو جهة يرغب بالحصول منها على تمويل لبحثه. و يجب أن تحتوي على تعريف واضح لسؤال البحث (Research Question) و الطريقة المثلى للإجابة عليه. كذلك، تحديد الأصالة/جوانب الإبتكار في البحث و كيف سيضيف للمعرفة (Original contribution to knowledge) و الدراسات السابقة في ذلك الحقل. أو بعبارة أخرى، ماذا سيضيف للجهة الراعية لبحثه و لماذا يجب عليهم أن يدعموا هذا البحث عوضاً عن غيره؟ و السبب وراء ذلك لكي يتضح لهم مدى جودة و أصالة فكرة البحث، و مهارة الباحث في التفكير النقدي و أهمية النتائج التي ربما تقود لتغير أفضل سواء على مستوى المنظمة في ممارساتها، أو على مستوى المعرفة العامة.

**هذا الموضوع مهم لجميع الطلاب الذين يرغبون بإكمال الدراسات العليا (ماجستير أو دكتوراه )، و ربما يستفيد منه طلاب مرحلة البكالوريس في مشاريع التخرج، و كذلك للباحثين من شتى المجالات الذين يسعون للحصول على تمويل لبحوثهم سواء عن طريق كراسي البحث العلمي في الجامعات ، أو المنظمات الدولية ، الاجتماعية ، و الحكومية و ما إلى ذلك.**

**في الجامعات الصينية حاليا يتم مناقشتها بعد الإنتهاء من المقرارات الدراسية

النقاط الأساسية التي يجب أن يحتويها مقترح أو خطة البحث (Research Proposal).

    مع مراعاة اختلاف بعض النقاط تبعا لبعض التخصصات، بشكل عام. ينبغي أن يكون المقترح قرابة ثلاثة آلاف كلمة (تزيد أو تنقص) و يفضّل سؤال الجهة المراد التقديم عليها عن الحدين الأعلى و الأدنى في ذلك، لأن بعض الجامعات مثل اكسفورد تشترط الف كلمة فقط. أما اختلاف التخصصات فمثال ذلك كون الدراسات الانسانية تحتاج لكثير من البسط و الشرح، و التخصصات العلمية تحتاج لأقل من ذلك.

العناصر الاساسية لمقترح البحث هي كالتالي:

العنوان يجب أن يكون جذابا و مختصرا، و يصف بدقة مشكلة البحث، و البعض يرى أن لا يزيد عن عشر كلمات.

مقدمة و لمحة سريعة عن الباحث ، من هو؟ مؤهلاته، أعماله و خبراته، أبحاثه، المؤسسة التي بتبع لها (جهة الابتعاث و الغرض من الابتعاث إن وجد).

ملخص عن رسالة الماجستير (قد لا ينطبق على البعض) و ذلك في حالة ارتباطها بموضوع الدكتوراه إرتباطاً مباشراً، المشكلة، السؤال، و المنهجية، و النتائج. لكل واحدة سطرين أو ثلاثة بالكثير.

تمهيد عن الموضوع، برسم صورة عن أبعاد الموضوع و خلفية تاريخية عنه.

وصف شامل لمشكلة البحث و مدى أهميتها.

الدافعية لاختيار هذا البحث و الأسباب التي تقنع القارئ (المشرف أو غيره) بأهمية الموضوع و الفائدة المرجوة أو المتوقعة منه.

عرض الدراسات السابقة بشكل مركّز و وصف عميق، يدل على سعة اطلاع الباحث، و تلخيص لعدد كثير من الدراسات سواء المؤيدة و المعارضة لفرضية البحث في فقرتين أو ثلاث (Paragraph) و يكون بها شرح للفجوة (Knowledge Gap)، و كيف يسعى الباحث لسد هذا الفجوة؟

منهجية البحث: إنطلاقا من فلسفة البحث عموما الى الطرق و الأدوات و الممارسات التي سيتبناها الباحث للوصول الى النتائج مع التعليل و الإستشهاد بمراجع معتبرة في هذا المجال. مثال ذلك :

1- فرضية البحث

2- سؤال البحث

3- تصميم البحث

4- عينة البحث و التي ربما هي المشاركين في البحث (يراعي هنا التعريج على أخلاقيات البحث العلمي في عدم الإضرار بالمشاركين و استخدام المعلومات لأغراض البحث العلمي فقط)

5- طريقة التحليل

6- طريقة جمع المعلومات

7- الأهداف العامة و الخاصة

و هنا يستحسن التفصيل في تصميم أسئلة البحث فيكون على النحو التالي مثلا:

أولاَ: سؤال عام يشمل الموضوع ثم يتفرع منها أسئلة خاصة تكون غالبا من 5 الى 8 أسئلة، يراعي أيضاً أن منهجية البحث ترتبط ارتباطا وثيقا بصيغة سؤال البحث، مثال ذلك : الطرق الكمية تركز على اكتشاف العلاقة بين السبب و المسبب، و هل يوجد علاقة أم لا؟ و ماذا يحدث ..؟ و قياس الظواهر. أما الطرق الكيفية تركز على لماذا حدث هذا ؟ وكيف ومتى حدث ؟ وتسعى لاكتشاف أعماق الظواهر و خبرة المشاركين في البحث، و ليس قياسها.

ثانيا: يجب التركيز على الأسئلة الفرعية بدقة، فكلما كان السؤال دقيقا و مركزاً و يخدم نقطة معينة كان افضل.

النتائج المتوقعة من البحث، و ربما يحسن أن تربط بالدافعية و سبب اختيار موضوع البحث.

المستمعين، المعنيين أو المتأثرين بالبحث و كيفية التواصل معهم أو بعبارة أخرى (من سيهتم ليسمع نتائج البحث)، أي كيف يسعى الباحث لتسويق بحثه، و من هي الجهة التي ستستفيد منه. مثال ذلك : هل الباحث يسعى لزيادة الوعي بمشكلة معينة، أو لحثّ متخذي القرار باتخاذ قرارات جديدة أو تحسين خطط، برامج، الخ. و ربط الفائدة بالباحثين حول العالم و كيف سيكون هذا البحث مفيدا و نافعا للعلم و للبشرية.

الخطة الزمنية (والأفضل أن تكون في جدول ) في الملحقات وضعت مثال لهذا الجدول كنت قد قدمته لرسالة الماجسيتر.

المراجع.

هذه نظرة عامة لما يحسن أن يشتمل عليه مقترح البحث، مع مراعاة امكانية التقديم و التاخير فيها بما يخدم البحث و اختلاف التخصص.

ربما يرى البعض عدم أهمية بعض النقاط فآمل التعليق أو الاضافة، و إثراء هذه الصفحة لتكون مرجعا مفيدا.

الملحقات:

1- خطة العمل على رسالة الماجستير للإستفادة من المراحل المختلفة فيها و ترتيبها


6 أسئلة تساعدك في إختيار سؤال بحث مميز!

سؤال البحث (Research Question) يمكن أن يتغير في أي مرحلة من مراحل الدراسة أو البحث، لكن، من المهم أن يكون هنالك تركيز على السؤال طوال فترة الدراسة لضمان سيرها في الطريق الصحيح و عدم وجود تشتيت أو خروج عن المسار. و لذلك، من المهم جدا صياغة سؤال البحث (Research Question) أو أسئلة البحث (Research Questions) بأكبر قدد من الدقة و الصحة (قدر المستطاع) في أوائل مراحل الدراسة و إعطائها القدر الذي تستحقه من النقاش و البحث و التطوير، ذلك أن عدم صياغتها بالشكل الصحيح في المراحل الأولى قد يتسبب في بعض المشاكل.

الآن و قد تعرفنا على مدى أهمية صياغة سؤال البحث بالشكل الصحيح مبكرا، دعونا نتطرق لبعض صفات سؤال البحث الجيّد.

لماذا؟ مالغرض من ذلك؟

سؤال البحث الجيّد من المهم أن يكون قابلا للإجابة عليه إذا ما قام بشخص ما بطرح تساؤل بسيط…لماذا؟ أو ما أهمية ذلك؟ بمعنى آخر، من المهم أن يكون سؤال البحث يستحق الإجابة عليه، و إلا، فلماذا يتعب الباحث نفسه في شئ لا يستحق الإجابة و الوقت!

هل هو محدد (Focused, Specific) و ليس عام أو نطاقه واسع (Broad)؟

التركيز في سؤال البحث من المفترض أو دعونا نقول من الأفضل أن يكون محدداً و ليس عاماً أو ذو نطاق واسع. السبب الأساسي وراء ذلك هو أنه كلما زاد نطاق البحث، زاد الجهد المرتبط بتحقيقه (على الأغلب)، و الباحث يودّ أن ينتهي من دراسته في الوقت المحدد له. ذلك أنه ليس لديه الموارد المتاحة (الوقت، الفريق البحثي، الخ…) ربما لآخرين في دراسات أخرى ذات نطاق واسع.

هل يمكن الإجابة عليه (Answerable)؟

لا يحتاج للتفصيل لكن من المهم أن يكون سؤال البحث قابل للإجابة عليه في ظل المعلومات و الخبرات و الموارد (مال، وقت) التي لدى الباحث و في ظل أساليب و أدوات البحث المتاحة و التي ينوي الباحث استخدامها. و لا بد أن يحرص الباحث هنا على التأكد من أن نوعية أسلوب و أدوات البحث المبتعة ستمكنه من الحصول على البيانات التي تساعده في الإجابة على السؤال. ذلك أنه في بعض الأحيان، قد لا تكون الأساليب البحثية أو الأدوات المستخدمة مناسبة لنوعية البيانات التي يرغب الباحث في الحصول عليها و تحليلها لخدمة أهداف الدراسة.

تجدر الإشارة هنا إلى أنه من غير المنطقي أن تعرف إجابة السؤال قبل عمل البحث العلمي و إلا لم يعد بحثا علميا، و هذا ليس المقصود هنا.

للتوضيح، هنالك العديد من المشاكل التي لو حاول الباحث أن يحلها في العالم لن يستطيع حلها بمفرده نظرا لتعقيدها أو إستلزامها للكثير من الموارد. فعلى سبيل المثال، بعض الأبحاث تحتاج إلى العديد من فرق البحث و الباحثين للبحث في الموضوع و التوصل لحل بتظافر مثل هذه الجهود. و في هذه الحالة، من المستحيل أن يتمكن الباحث بمفرده من الإجابة على مثل هذه الأسئلة أو إيجاد حلول لمثل هذه المشاكل.

في حال كان موضوع البحث معقدا، يمكنك تحديد نطاق محدد للدراسة (راجع السؤال الثاني أعلاه!)، بحيث تقوم بتحديد جزئية محددة تقوم بالبحث فيها بقدر الموارد التي لديك كفرد.

هل فيه إبتكار أو إستحداث شئ جديد (Original)؟

من المهم أن لا يكون سؤال البحث قد تمت الإجابة عليه! فالباحث يهمه أن يكون هنالك إبتكار و أثر واضح (Original contribution to knowledge) من هذا العمل خصوصا إذا ما كان ذلك متطلباً لتجاوز مرحلة علمية مثلا (كالدكتوراة).

ما مدى جودة و أثر الدراسة و مخرجاتها؟

من المهم أن تقدم المخرجات الإجابة الشافية لكل ما يتعلق بسؤال البحث من مخرجات. فمثلا، إذا كان سؤال البحث يقارن بين متغيرين، من غير الممكن أن يقوم الباحث بجمع و تحليل متغير واحد و إهمال الآخر! أيضا، من المهم أن يفكر الباحث في المخرجات المتوقع تحقيقها عند الإجابة على سؤال أو أسئلة البحث، ذلك أنه هنالك خطر في حالة عدم التفكير فيها مسبقا و هو أنه قد يكون هنالك مخرجات مختلفة عمّا كان متوقعاً، و بالتالي، قد يجد الباحث نفسه غير قادراً على تحليل هذه النتائج أو ربطها بدراسته. و في بعض الأحيان، قد يجد الباحث أنه لم يقم بصياغة سؤال بحث مناسب!

هل سؤال البحث مثير للإهتمام؟

في كثير من الأحيان قد لا يكون لدى البعض الحرية في إختيار سؤال البحث المناسب أو المثير لاهتمامهم إما بسبب أنهم أوكلوا بدراسة ما أو كانوا جزءً من الفريق. لكن، إذا كانت لدى الباحث حرية اختيار أسئلة البحث، من الضروري أن يحرص كل الحرص على أن تكون هذه الأسئلة مثير لاهتمامه أو في مجال عمله أو أنها قد تفيده هذه الخبرة مستقبلا، بمعنى، أن تكون المواضيع التي سيحتاج لدراستها و المرور عليها للإجابة على سؤال البحث مواضيع تثير إهتمامه أو يرغب في تعلمها أو التعرّف عليها. لأنه من المزعج أن يقرأ و يدرس الشخص مواضيع عدة لفترات طويلة (٣-٤ سنوات في الدكتوراة مثلا) و هي ليست من إهتمامه أو لا يمكنه الإستفادة منها مستقبلا. لأن الباحث سيشعر بالضجر منها، و أيضا، غالبا ما سينساها بسرعة بمجرد إنتهاء العمل، و بذلك، يفقد هذه الأكوام من المعرفة التي تلقاها و بناها طيلة سنين.

المصدر

مراجع

Principles of Good Research & Research Proposal Guide

How to Write a Research Proposal, Birmingham City University

الراعي الفضي
الراعي البرونزي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى